18:00 - 22:00

مسرحية ( جزيرة القمر )

25 ديسمبر، 2023
18:00 - 22:00
مسرح خورفكان للفنون

يمثل مسرح الطفل رهانا هاما لخلق أجيال جديدة أكثر قدرة إبداعيا وانفتاحا معرفيا، علاوة على مساهمته في ترسيخ المبادئ الخيرة والحفاظ على الهوية. وهذا ما تؤكده العديد من الأعمال المسرحية الموجهة للطفل المشاركة في الدورة الجديدة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل ومن بينها عرض “جزيرة القمر”.

الشارقة – في الليلة الثانية من ليالي مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، في دورته السابعة عشرة، وبحضور جمهور غفير من الأطفال وعائلاتهم، قدم مسرح خورفكان للفنون العرض المسرحي “جزيرة القمر” للمخرج عبدالله الحريبي.

والمسرحية من تأليف الشيخة سارة بنت محمد بن ماجد القاسمي، وتمثيل كل من الفنانين خليفة بحري، محمد عبده، عبدالله أنور، حميد عبدالله، عهود الجسمي، خالد المرزوقي، جودي النبهان، محمد جاسم، منار الدين، خالد أحمد، ومحمد البلوشي.

القوة في الأخوة

تدور حكاية العرض، الذي تفاعل مع طروحاته جمهور الأطفال، عن جزيرة تدعى جزيرة القمر، وهي جزيرة أسطورية متخيلة، يعيش أفرادها في محبة ووئام وسلام، ويسقط على الجزيرة حجر مضيء من السماء أنارها وأسعد شعبها، وجعلهم مميزين بقدرات نادرة ليس لها مثيل، خصوصا بوجود شخصية المعلم، كبير السن، المسؤول عن حماية الجزيرة والحجر، والذي يتصف بالحكمة والحنكة، والذي زرع الصفات الحميدة والأخلاق العالية بين أفراد الجزيرة.

من أجل أن يرسي قواعد المساواة في تعامله مع أهل الجزيرة، ولا يفرق بينهم، يختار في كل عام شخصا ما ليكون هو المسؤول عن حجر القمر، وحمايته، في مبدأ سار عليه أهل الجزيرة منذ سقوط الحجر، غير أن الغرور والتكبر الذي حملته شخصية “بلول”، ومع أنه الأقرب لأن يكون المتوّج بحماية حجر القمر في ذلك الوقت، جعل من المعلم يغير خططه وأفكاره، ويعيد التفكير في الاختيار، من أجل تلقين “بلول” درسا ليتمكن بعده من تغيير بعض صفاته، ويعود إلى سابق عهده محبا وكريما ومتعاونا، فبدأ المعلم بتنفيذ الخطة، وحينها شعر “بلول” بعدم رضا المعلم عنه، وغادر الجزيرة غاضبا، وقرر عدم العودة إليها.

المخرج تمكن من إيصال رسالة العرض بتوظيف مختلف العناصر المسرحية وتحويل لغة النص إلى لغة درامية مشوقة

وتستمر حكاية “جزيرة القمر”، حين تقوم بعض شخصيات الجزيرة الطيبة، بالبحث عن “بلول” وإقناعه بحل سريع لمشكلته، وذلك عبر الذهاب إلى الساحر الكبير، ليروي له قصته بهدف مساعدته للتخلص من الحالة النفسية السيئة التي تسبب بها إحساسه بأنه لن يتوج بحماية الحجر هذا العام، وبعدها العودة إلى الجزيرة. غير أن الشر الكامن في قلب الساحر، جعله يستغل حالة “بلول” ويخطط لسرقة حجر القمر، وفعلا قام الساحر بالسيطرة على الحجر بعد أن سرقه “بلول”، ولولا حكمة المعلم وذكاؤه، بأن استبدل الحجر بحجر آخر مزيف، الذي سرقه “بلول” من أجل إرضاء الساحر الكبير، لذهبت جزيرة القمر إلى ما لا يحمد عقباه.

وتنتهي المسرحية، بانتصار الخير على الشر، وعودة “بلول” إلى أحضان أهله وناسه بعد أن أقرّ بذنبه، ووعد بعدم العودة إليه، وما كان من المعلم إلا أن يقبل عودة “بلول” وينبهه إلى أن الفرد لا يمكنه العيش دون الجماعة، وأنهم على الجزيرة عائلة واحدة، وهي القوة الحقيقية التي يمتلكونها وليس الحجر، ليتوج في النهاية “بلول” بحماية الحجر لهذه السنة.

طرح العرض العديد من الرسائل الأخلاقية لجمهور الأطفال، منها التأكيد على أهمية العائلة، ودورها في تنشئة الأفراد، باعتبارها الركيزة الأولى في بناء المجتمعات القوية والسعيدة والمتحضرة، كذلك شدد العرض على ضرورة نبذ الخلاف والاختلاف بين الناس، باعتبارهما العدو الأكبر للتقدم والتطور، وأنهما يذهبان بالمجتمعات إلى التناحر والتباعد.

كذلك أراد العرض أن يوصل معاني كثيرة ومهمة للأطفال، منها الحث على التعاون، وترسيخ أسس المحبة، وعدم الوقوع في فخ الأشرار الذين يحاولون بشتى الطرق استمالة الأشخاص الأخيار إليهم، من أجل تنفيذ مآربهم وخططهم الشريرة في السيطرة على الأفراد والمجتمعات.

مسرحية ( العالم الآخر )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

x